خبير اقتصادي يحذر من مستقبل مظلم للأندية الإنجليزية
أكد كيران ماجواير خبير تمويل كرة القدم في جامعة ليفربول، أن فيروس كورونا، أخرج أندية الدوري الأدنى بإنجلترا من معادلة الكرة، بعد أن تسبب بحدوث جفاف في تدفقات الدخل، مع احتمال استمرار الوضع المتأزم حتى عام 2021، وأشار إلى أن الرياضة، مثل جميع الصناعات، تتدافع من أجل السيطرة على أزمة كورونا التي أدت إلى تدمير التقويم الرياضي وزيادة الضغط على الأندية والمنظمات.
ويعمل الدوري الإنجليزي الممتاز من أجل العودة منتصف يونيو المقبل، ولكن لا يزال هناك الكثير من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها، في ظل محاول الدوريات والأندية التنقل عبر هذه المياه المتقلبة، وتحذيرات لا حصر لها من أن الأندية تتجه إلى طريق مسدود، حتى أن برادفورد أحد أندية دوري الدرجة الثانية، تلقى رسالة بأن هناك إمكانية متزايدة بعدم حضور أنصار النادي للمباريات حتى عام 2021.
وأوضح ماجواير لمجلة “4-4-2″، أن عدم وجود دخل من أيام المباريات خلال الفترة الماضية، سيؤذي بشكل لا يمكن إصلاحه بعض الأندية، لأن الأندية في البطولات الأقل من الدوري الممتاز، معظم مواردها المالية غير مستقرة، وتعمل على أساس أسبوعي، للوفاء بالتزاماتها المالية، ودفع الإيجار، وفاتورة الأجور، وذلك خلال موسم منتظم بدون توقفات مثلما يحدث الآن.
وضرب مثلاً بناديي ماكليسفيلد وساوثيند، واللذان فشلا في دفع أجور فبراي الماضي، كما تأخر أولدهام في دفع أجور مارس حتى قبل يومين فقط، وتوقع ماجواير، أنه سيكون هناك تراكماً من حيث الأجور التي يتم دفعها، وأن الأندية لن تستطيع التعامل مع هذه المشكلة، إذا لم يكن هناك دخل يوم المباراة، وهو ما يمثل ما بين 40 إلى 50%، من إجمالي الدخل لبعض أندية الدوري الدرجتين الأولى والثانية.
وأضاف ماجواير: “فيما يتعلق بصفقة التلفزيون، فأعتقد أن سكاي كانت سخية جداً حتى الآن، ولكن بالنسبة لعام 2021، يجب أن يكون لديهم منتج قبل أن يتمكنوا من الدفع، وهذا ليس عدلاً لهم، لأنه ليس لديهم مشتركون الآن، بعدما أعطوا الجميع تمديد للاشتراك، لذلك ستتأثر تدفقات دخلهم بالتالي، ولأن المستقبل غامض، فليس لديهم منتج قابل للمساومة”.
وأكمل: “لأن دخل يوم المباراة، لم يعد متوفراً، ودخل التلفزيون ليس واضحاً حتى استئناف المباريات، والحصول على شكل ما من أشكال كرة القدم، تتبقى الرعاية، كمصدر دخل ثالث للأندية، ولكن أيضاً، لا يمكنك رعاية مباراة كرة قدم لا تجرى، والحقيقة أن فيروس كورونا، جعل صناعة الكرة تجثو على ركبتيها”.
وفي المقابل، يرى داني ماكلين الرئيس التنفيذي لشركة ليتون أورينت، أن الدخل المتدفق يمكن أن ينقذ بعض الأندية إذا استمر تعليق حضور الجماهير للمباريات، وأوضح أن الأندية تحصل حالياً على 80%، من الاشتراكات في منصة العرض الالكتروني، وستكون هناك مرونة كافية للتفاوض على اتفاقية حول العائد المالي من هذا الأمر.
ولكن في حين أن هذا قد يساعد في سد الفجوة في الدوري الأول والثاني، إلا أن الخسائر الهائلة بالفعل في البطولة ستزداد بالتأكيد بالنظر إلى الوضع الحالي، وقال ماجواير، مؤلف كتاب “ثمن كرة القدم”: “كانت اللعبة تعيش على الحافة قبل الوباء، وإذا ألقيت نظرة على الخسائر، هناك فريقان لم ينشرا نتائجهما، وهما شيفيلد وينزداي وديربي، وأعتقد أننا نتوقع على الأرجح خسارة تشغيلية تراكمية تبلغ حوالي 650 مليون جنيه إسترليني، وهذا ليس نموذجاً تجارياً مستداماً ما لم يكن لديك رعاة على استعداد لكتابة شيكات بـ 20 أو 30 مليون جنيه إسترليني سنوياً”.