تياغو سيلفا : كانت هذه هي المرة الثانية التي أفكر فيها في الاعتزال
كان المدافع البرازيلي، ولاعب فريق تشلسي الانجليزي حاليا، تياغو سيلفا في عنبر العزل بإحدى مستشفيات العاصمة الروسية موسكو، وهو يصارع الموت البطيء بعد أن أخبره الأطباء بطبيعة مرضه، وأنه غير قادر على إكمال المباريات مع دينامو موسكو في 2005، إذ أظهرت الفحوصات إصابته بالسل وأن المرض أصبح متقدما جداً، وأنه على بعد أسابيع من ملاقاة حتفه.
واقترح الأطباء إزالة جزء من رئتيه لضمان بقائه على قيد الحياة، لكن والدته أنجيلا، وزوجته، إيزابيل، رفضتا ذلك بشدة، وهو القرار الذي مهد لللاعب مواصلة مسيرته الرياضية ليصبح “الرئة الثالثة” في منتخب بلاده والأندية التي لعب في صفوفها. وكان تياغو (36 عاما حاليا) يبلغ وقتها 21 سنة، ولاحظ الجهاز الطبي أنه لا يستطيع مواصلة المباريات، وكيف أنه يتعب سريعاً ويعاني من ارتفاع درجات الحرارة ونوبات سعال وتعرق شديد، وكانت الصدمة أن الفحوصات الطبية التي اجراها لم تكن مناسبة.
ووفقاً لما نشرته صحيفة الصن اللندنية فقد شعر الأطباء في الجهاز الفني للفريق الروسي، أن معاناة اللاعب لكن تكن أنفلونزا بسبب برودة الأجواء، وقررواً ارساله إلى المستشفى إذ خضع لسلسلة من الفحوصات من أجل التعرف على طبيعة المرض، وكانت المفاجأة أنه يعاني من مرض السل في مرحلة متقدمة، وأخبره الأطباء بأن أمامه أسبوعين قبل الموت، وأنه محظوظ لأنهم اكتشفوا المرض قبل أن يخبروه لاحقاً بضرورة إزالة جزء من الرئتين، ما كان سيمنعه من ممارسة كرة القدم.
يقول تياغو سيلفا في حديث سابق لمجلة (لاغازيتا ديلو سبورت) الإيطالية: “انتقلت على سبيل الإعارة إلى دينامو موسكو، لكن المدينة كانت مروعة، كنت أشعر بالبرد ومرضت، مكثت في المستشفى لستة أشهر، وكنت أعاني من زيادة الوزن بمقدار 10 كلغ، وعلى الرغم من أن كل شخص آخر في المستشفى نحيف للغاية ولا يرغب في تناول الطعام، إلا أنني كنت دائمًا جائعًا”.
ويضيف: قالت والدتي إنني لا أشعر بالمرض، لكنني لا أستطيع الحركة، وكان الأطباء يطلبون مني النهوض والذهاب في نزهة على الأقدام، لكنني لم أكن أستطع القيام بذلك، هذا المرض معدي أيضًا، لذلك تم عزلتي ولم أتمكن سوى من لعب ألعاب الكمبيوتر، وتصفح الإنترنت، بين الحين والآخر كان يأتي الطبيب ويعطيني حقنة، ثلاث أو أربع مرات في اليوم، بالإضافة إلى 10-15 حبة”.
خلال ذلك الوقت المظلم، فكر سيلفا في إنهاء مسيرته في مقابل أن يعيش، ويقول: كانت هذه هي المرة الثانية في حياتي التي أفكر فيها في الاعتزال، “كانت المرة الأولى حينما ذهبت إلى فلامنجو (البرازيل) لإجراء تجربة، وبعد جلستين قالوا لي وقتها إنني لم أكن أفضل من الموجودين في الاختبار، اخبرت والدتي لاحقاً أنني لا أريد أن ألعب كرة القدم بعد الآن، لأنه لا أحد يريدني وكان علي الذهاب للعمل مع شقيقي، لكنني غيرت رأيي وبحثت عن ناد آخر”.
انتهى كابوس العزل في المستشفى الروسي وحصل تياغو على فرصة العودة إلى وطنه وانتقل إلى فلومينينسي ونجح في بناء حياته المهنية وتدرج لاحقاً مع أندية ميلان وباريس سان جيرمان، وحالياً يدافع عن قميص تشيلسي، وخلال المباريات التي خاضها مع منتخب بلاده والأندية كان بمثابة الرئة الثالثة نظراً لقدراته الدفاعية والضربات الرئيسية التي سجل بها في مرمى المنافسين وساهمت في التتويج بالعديد من الألقاب مع السامبا والأندية.
يقول تياغو: “كلما ألعب كرة القدم حالياً أتذكر دائماً ذلك المنعطف في حياتي”. وتقول إيزابيل: “رؤيته يرتدي قميص منتخب البرازيل هو نصر لنا جميعًا، خاصة أولئك الذين عرفوه منذ تلك الأيام الصعبة”.