أخبار ...وأسرار

إلى الرياليين …لا تحرقوا زيدان بجوارديولا

9875629387455-470x264[1]بعد أن كان حديث العالم عندما كان لاعباً ، عاد النجم الفرنسي زين الدين زيدان مجدداً ليصبح مالئ الدنيا وشاغل الناس عبر استلامه لتدريب نادي ريال مدريد الاسباني خلفاً لرافاييل بينيتز الذي خرج من الباب الصغير للنادي بعد أقل من نصف العام على استلامه للفريق في تكرار لسيناريو الإنتر عندما رحل واتى ليوناردو.

الضجة الإعلامية الكبيرة التي حدثت إنما تثبت مجدداً القيمة الكبيرة للنادي الملكي على المستوى العالمي حيث يستطيع الريال  استقطاب الانظار متى أراد، سواء بانتداب لاعب أو تعيين مدرب.وبطبيعة الحال تصبح هذه الضجة مضاعفة عندما يكون القادم الجديد إلى الفريق هو النجم الفرنسي زين الدين زيدان أحد أساطير الكرة الفرنسية والعالمية .

بمجرد أن تم إعلان الفرنسي مدرباً ، غرقت وسائل الإعلام العالمية المطبوعة والإلكترونية وحتى المرئية بالتقارير التي تتحدث عن احتمالات النجاح والفشل اللذان تبدو كفّتاهما متوازنة حتى الآن رغم أن المنطق يقول أن تجربة زيدان غير كافية لاستلام فريق كالريال . ويعود هذا التوازن لكون الفرنسي أسطورة من أساطير الفريق وكرة القدم عموماً ولديه من الكاريزما والذكاء ما يكفي، كما أن تجربة جوارديولا الناجحة مع برشلونة تعطي الأمل دائماً بنجاح كبير خاصة أن الكتالوني لم يحرز نجاحات عملاقة عندما عمل مدرباً للفريق الرديف وهو حال زيدان نفسه.

أحد أهم أسباب تسليم مقاليد التدريب للنجم الفرنسي زين الدين زيدان هي الكاريزما الخاصة ونجوميته الكبيرة كلاعب كرة قدم والتي تنافس أعتى نجوم الفريق. هذه النجومية تمنح زيدان القدرة على التحكم بغرفة الملابس عبر مواجهة عجرفة بعض نجوم اليوم . فهو لا يقل عنهم تاريخاً ولا فهماً لكرة القدم ولا حتى ألقاباً فردية حيث فاز بجميع الألقاب وأهمها كأس العالم وهي البطولة التي لم يحرزها رونالدو مثلاً حتى اللحظة.

المسألة الثانية التي تجعل المراهنة على زيدان ممكنة هي الذخيرة التكتيكية التي يمتلكها عبر معاصرته لأفضل المدربين في عالم كرة القدم ، بداية من إيميه جاكيه مروراً بمارتشيلو ليبي وفيسنتي ديل بوسكي وجميعهم فازوا بكل البطولات أيضاً بما فيها كأس العالم مع منتخباتهم الوطنية عدا عن كارلو أنشيلوتي الذي عمل معه لاعباً ومساعداً للمدرب على حد سواء وبالتالي لا يمكن أبداً الاستهانة بمعرفة زيدان في علم التدريب وإن لم يعمل كمدرب أول سابقاً .

ما تقدم لا يعني أن المسألة غير محفوفة بالمخاطر والتي بات يعرفها الجميع من قلة الخبرة والتجربة إلى طباع زيدان القاسية والتي يمكن أن تسبب تصادمات عديدة في غرفة الملابس. لكن يبقى للفرنسي احترامه بين جميع اللاعبين والذي هو أعلى بالتأكيد من احترامهم للمدرب السابق رافاييل بينيتز.

يبقى أن نشير أن اختيار زين الدين زيدان يسير في سياق مجموعة خطوات سابقة سار بها الملكي وتظهر بصمة الخصم اللدود برشلونة بوضوح عليها. فترسانة النجوم التي بناها عام ٢٠٠٩ وجلب مورينيو عام ٢٠١٠ الهدف منها صد الغريم الأزلي . واليوم يعين زيدان مدرباً للفريق في خطوة مشابهة لخطوة تعيين جوارديولا ليظهر ظل الكتلان مجدداً في خطوة الملكي الأخيرة. وبالنظر إلى تاريخ زيدان كلاعب وكعقل كروي  تكون احتمالات تكرار تجربة جوارديولا واردة جداً …لكن كم من جوارديولا جديد ظهر منذ أن لمع نجم  الفيلسوف الأصلي ؟ …لا أحد. فالأفضل للجمهور أن يتعامل مع زيدان كحالة مستقلة ذات تاريخ وحاضر ومستقبل لا يرتبط أبداً  بجوارديولا وتجربته، وإلا فإن الأحمال ستكون كبيرة جداً على الأسطورة الفرنسية وقد تتسبب في حرق تجربته حتى قبل أن تبدأ .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى