على من يضحك الكابرانات …ذباب إلكتروني جزائري يقود حملة مسعورة ضد مسلسل ” الرحاليات” ويدعون أنه من تراثهم ظلما وعدوانا
يقول الألماني جوزيف جوبلز “اكذب، اكذب، ثم اكذب حتى يصدقك الناس” ، ويبدو أن هناك من لا يزال يحمل نفس الشعار ، ويظن أنه أذكى من جميع الناس فيروج لهم ما يحبون أن يستمعوا إليه من حديث، حتى وإن حدث ما هو عكس ذلك تماما ، ولعل هذا ما ينطبق على نظام العسكر الحاكم بالجزائر الذي يتخذ ذات الشعار قاعدة أساسية للسطو على كل ما هو مغربي قح ، معتمدا في ذلك على أسلوب التشكيك في أصله ، بل ومنازعة المملكة المغربي ة في حقوقه ، والسعي بكل الطرق إلى جعله “تراثا مشتركا”، والهدف من ذلك بطبيعة الحال هو خلق حالة من الإرتباك في ذهن المتلقي الأجنبي .. في ذات السياق ، نذكر الجدل الكبير الذي رافق عرض حلقات المسلسل الدرامي التراثي المغربي “الرحاليات” ، حيث ضجت مواقع التواصل الإجتماعي بحملة تشكيك واسعة ومنظمة ، يقودها كالعادة ذباب إلكتروني جزائري، يزعم من خلالها أن الإكسسوارات (الزليج) ، الحلي و الملابس المغربية الأصيلة التي ارتدتها شخصيات المسلسل ، هي مسروقة من التراث الجزائري ، تماما كما حصل مع “الكسكس” و “القفطان” ، “الزليج” و “الأركان”.. وأشياء أخرى مغربية خالصة، حاولوا سرقتها وقرصنتها دون حياء .. ومما لاشك فيه أن “عقدة النقص” التي تسيطر على نفوس حكام الجزائر تجاه كل ما هو مغربي خالص ، تدفعهم إلى نهج أساليب “قطاع الطرق” ، بسبب يقينهم أنهم فقراء فنيا ، ثقافيا وتاريخيا أمام حضارة المغرب الضاربة في أعماق وجذور التاريخ .. وأمام غياب تراث تاريخي خاص بها، تسعى الجزائر باستمرار للإستحواذ على تراث المغرب، سواء على مستوى اللباس أو الأكل وغيرها من القرصنة التي تتعلق بثقافة المغرب .
و يشار إلى أن مسلسل “الر حاليات” استطاع أن يحقق مع توالي الحلقات نسب مشاهدة عالية جدا و قياسية وذلك من خلال عرض حلقاته الأولى قبل رمضان وبعد رمضان على حد سواء ، حيث حظي بمتابعة قرابة 9 ملايين مشاهد مغربي ، كما تصدر لائحة الأعمال الأكثر مشاهدة على “اليوتوب” حيث نال إعجاب المشاهدين المغاربة على مختلف شرائحهم ، نقادا و متفرجين ، و يظهر ذلك من خلال الكم الهائل من التعليقات و كذا من خلال تنويهات النقاد المغاربة ، و ملاحظاتهم حول تشخيص العمل ، تصويره ، و إخراجه بطريقة جد احترافية ، إذ اعتبره البعض من الأعمال النادرة الذي تتوفر فيها مقومات الإبداع بمختلف تلويناته ، وأ نه أنقد وجه الإنتاج الدرامي بالقناة الأولى حيث حصدت حلقات المسلسل الذي يبث أسبوعيا كل خميس على شاشة القناة الأولى المغربية، ويعاد بثه عبر موقع اليوتيوب تفاعلا ومشاهدات مهمة حيث ناهز عدد المشاهدين عبر جهاز التلفزيون 9 ملايين مشاهد .. كما بلغ عدد مشاهدي حلقات المسلسل في موقع “اليوتوب” 2 مليون و 275 ألف مشاهد في ظرف وجيز .. وتبث الدراما الإجتماعية -التراثية ” الرحاليات ” كل خميس ابتداء من الساعة العاشرة ليلا على شاشة القناة الأولى ؛ “الرحاليات” مسلسل تلفزي درامي-تراثي من 24 حلقة ، من إخراج جميلة بنعيسى البرجي ، وتأليف مشترك بين الإعلامي والسيناريست أحمد بوعروة والمخرجة جميلة بنعيسى البرجي .. فيما تكلفت شركة َكود نيو كوم للإنتاج السمعي البصري بالإنتاج .
و يبقى أداء الممثلين وجمالية الصورة وجودة الصوت والجينيريك الجذاب بأغنية مؤداة باحترافية كبيرة ، إضافة إلى طرح مجموعة من المواضيع القريبة من المواطن المغربي ، نقط قوة العمل بالإضافة إلى حبكة القصة ما نجده حاضرا في الدراما وتعدد ما أثير فيها من تيمات ، هذه العناصر مجتمعة تعطي القدرة على إبهار قلما نجده حاضرا في الدراما المغربية، وقدرة على شد اهتمام المتلقي مما أظهر الجهود المبذولة في إخراج المسلسل في حلة جد متميزة فهناك عدة عناصر اجتمعت أو تظافرت لتخلق قصة نجاح هذا العمل -الذي يمتح من تاريخنا العريق ويسلط الضوء على ثراتنا المغربي – من سيناريو محبوك ، مواضيع جادة ورسائل عميقة ، مخرجة مخضرمة ، إنتاج جيد ، مشخصين أكفاء و فريق تقني محترف .
ويشار إلى أ َّن الإشتغال على التراث هو اشتغال على ما هو مغربي .. لأن الفرجة لن تتحقق إلا بما هو محلي فقد تم الإشتغال على التراث ببصمة مغربية ذات مرجعيات تاريخية مهمة .. حيث يوجد شيء أجمل من الرجوع إلى التاريخ المغربي الأصيل..كما أن توابل الفرجة بدورها ، تتواجد بقوة في المسلسل ، لكونه تدور أحداثه حول قصة درامية تتخللها قصة حب رومانسية ، كما أن المسلسل يزخر بأنواع أخرى من الفرجة كالفرجة الموسيقية و الفرجة الكوميدية .. مما سيجعل العمل متميزا في شكله ومتجددا في مضمونه.
لقد حرص فريق العمل على توفير فرجة غنائية في أغلب الحلقات ، وذلك من خلال مجموعة من الأغاني قامت بأدائها الفنانة أميمة أمسعدي خريجة برنامج ” ذوفويس” ومن كلمات أحمد بوعروة ، وألحان رشيد سلاك و توزيع عادل لخليفي .. من بين تلك الأغاني “رحاليات” ، ” ماليا .. ماليا” ، “واه يا الميمة” ، “راني صابرة” ، “اجذب .. اجذب” ، “بغاو يخاصموني” و “عيطة بوسلهام” ، دون نسيان أغنية الجينريك “جا يات” .
أما بخصوص ماهو جمالي فني ، فقد اشتغلت المخرجة جميلة بنعيسى البرجي رفقة فريق الملابس وديكور محترف ، قام بالبحث في الأزياء والحلي المغربية واالألوان أيضا .. حيث تم الإعتماد على ملابس مغربية أصيلة بامتياز يتجاوز عمرها 80 سنة.. أما الديكورات فقد تم تصوير أغلب مشاهد العمل داخل رياضين مغربيين تقليديين ، اعتبارا على أن الرياضات قد كانت حاضرة داخل البوادي منذ القدم ، وعرف بها العديد من القياد والأعيان .. بالإضافة إلى ديكور “الخيام” الذي يتواجد فيه الرحل .. إذن فالإشتغال على التراث ليس فقط اقتصار على الحكاية ، وإنما هو إبراز لجماليات أخرى من خلال الملابس والديكور.. و من الواضح أنه قد تم الإشتغال ضمن رؤية بصرية جمالية ، إذ حرصت المخرجة جميلة بنعيسى البرجي على أن يكون هذا العمل بمثابة وثيقة تاريخية تعكس العمق الجميل للبادية المغربية عبر التاريخ ، تاريخ للكرم الحقيقي والقيم الإنسانية .. بالإضافة إلى البعد الوثائقي التاريخي باستحضار البادية المغربية ومكوناتها الطبيعية والإنسانية من سكن ، ملابس ، ديكورات ، أطباق.. حيث سيشعر المتفرج بعظمة باديته المغربية، مما سيكسب لسلسة “الرحاليات ” ذلك الأثر البصري الجميل، في نفسية المتفرج و في إعطاء لمسة بصرية جمالية للعمل.. جدير بالذكر بأ َّن المسلسل عرف مشاركة ألمع نجوم الساحة الفنية إذ جمع بين أكثر من جيل من الفنانين ، لعل أبرزهم ساندية أبو تاج الدين ، ربيع القاطي ، هدى صدقي ، عبد الحق بلفقيه ، جميلة مصلوح ، مصطفى هنيني ، أمين ناسور ، وسيلة صابحي ، جواد السايح ، فاطمة حركات ، إدريس رمسيس ، جمال لعبابسي ، نزهة بدر ، نرجس العميري ، سعيد قيلش ، رشيد بوفارسي ، سناء كدار ، بدرية عطا الله، مصطفى حقيق ، علاء الدين الحواص ، فاطمة بوجو ، سارة العدلاني ونخبة من ألمع نجوم الدراما المغربية .. كل هذا جعل من المسلسل عملا مشوقا يحق لنا أن نفتخر به .. باعتباره من أحسن الإنتاجات الدرامية المغربية ، كما يمكن اعتباره من الأعمال الجيدة التي أنتجتها الأولى خلال هذه السنة .