القارة العجوز ديموغرافيا ، هل تنتقل إلى العجز الحضاري مع رئاسة ترامب لأمريكا … ؟
عزيز رباح
الثلاثاء 21 يناير 2025
مباشرة بعد تنصيب الرئيس الأمريكي انطلقت ردود الفعل من الدول الأوروبية الكبرى ، فكانت مثيرة للدعر والتحذير..
وكان أشدها ما جاء على لسان الوزير الأول فرانسوا بايرو، حيث صرح بأن الاتحاد الأوروبي وفرنسا قد يواجهان *”خطر الهيمنة والتهميش”* لأن السياسة الأمريكية الجديدة ستكون *“مهيمنة بشكل لا يصدق” ، وأضاف :
*”إذا لم نفعل شيئاً، فإننا سنُسحق ونُهمش”*.
كما دعا أوروبا وفرنسا إلى العمل معاً لمواجهة التحديات الجديدة للحفاظ على مكانتهما في *”النظام العالمي الجديد الذي يتشكل بقيادة الولايات المتحدة.”*
لم تكن التخوفات نابعة من مجرد تخمينات وإنما مستوحاة من خطاب الرئيس الأمريكي ترامب في حفل التنصيب و من مواقفه السابقة أيضا!
عشر رسائل موجهة للأوروبيين:
– ترامب ينهج سياسة *أمركيا أولا* ولو على حساب الحلفاء التقليديين.
– ترامب *يستحضر الدين والقيم بقوة* عكس قادة أوروبا ويعتبر أن له رسالة من الله بإنقاده من الاغتيال لتحقيق عظمة أمريكا.
– ترامب يوقع على نهاية تنائية القيادة للغرب ويؤكد أحقية أمريكا بالقيادة لوحدها و أوروبا يجب أن تكون تابعة.
– ترامب يقرر فرض الضرائب الجمركية على المنتجات الأجنبية لينهي الأفضلية للأوروبيين في السياسة التجارية الأمريكية
– ترامب يفرض على الأوروبيين المساهمة في تمويل ميزانية الحلف الأطلسي مما يشكل عبئا عليهم لا يحتمل.
– ترامب يلغي اتفاقيات المناخ التي يلتزم بها ويدافع عنها الاتحاد الأوروبي مما يزيد من حدة التهديدات المناخية التي تواجها أوروبا .
– ترامب يفتح المجال للتفاهم الأمريكي الروسي ولو على حساب أوروبا وقد يتركها وجها لوجه أمام روسيا أو يفرض حلا غير مرغوب فيه .
– ترامب يرسخ مفهوم الأسرة الطبيعي: رجل مع امرأة ويحارب ويكره المثليين عكس الاتحاد الأوربي الذي يعاني من هيمنة التيار المثلي .
– ترامب يقرر العودة بقوة لإطلاق العنان لاستخراج الطاقات الأحفورية و إلزام أوروبا بشراء الغاز الأمريكي مقابل الحماية.
– ترامب يقرر طرد المهاجرين غير الشرعيين ويعزز مكانة اليمين المتطرف في أوربا الذي سيهدد مكانة اليسار والليبراليين.
رسالته لنا : يجب أن نستعد لعالم جديد بالجدية المطلوبة وبتماسك الجبهة الداخلية ويقظة النخب المخلصة.. وإنه لمن فضل الله أن بلادنا تملك الأن قدرة تفاوضية كبيرة في هذه الفرصة التاريخية لاختيار أفضل الشركاء الدوليين الذين لا ينافقون ولا يخادعون و لا يلزمون الحياد في قضايانا الوطنية الكبرى وعلى رأسها الوحدة الترابية.