المجتمع

مغرب الحضارة يوم مشهود … السلطان والقرآن معا من أجل تنمية عادلة ومستدامة

بقلم : ذ . عزيز رباح

يمكن أن نعتبر أن يوم الأحد الماضي 9 فبراير 2025 يوما استثنائيا بامتيار بعدما شهد حدثا كبيرا جمع ممثلي علماء الإسلام ومسؤولي الدولة (القرآن والسلطان).

فقد نظم المجلس العلمي الأعلى يوما تواصليا في سياق تعزيز خطة ” تسديد التبليغ” شارك فيه علماء ووزراء ومسؤولو مؤسسات دستورية وخبراء في التنمية، مثلوا حقول وقطاعات استراتيجية، الدين والأمن والقضاء والاقتصاد والمالية الإدارة والصحة والحقوق.

وجاء هذا اليوم التواصلي بعد الندوة العلمية التي نظمها المجلس في دجنبر الماضي *”العلماء ورسالة الإصلاح في المغرب الحديث”*.

وقد أجمع كل المتدخلين، بتعابير مختلفة لكنها متكاملة، على أن القرأن والقيم والأخلاق مفاتيح أساسية للإصلاح والتنمية بكل ابعادهما ومجالاتهما، وشروط لا مناص عنها لتحقيق أهدافهما وتجويد مخرجاتهما وضمان استدامتها وتعميم فوائدهما وتوكيد عدالتهما.

ويمكن إجمال أهم الخلاصات التي أطلقت إيجابيا هذه الدينامية التي يعرفها الشأن الديني والمؤطرة بخطة تسديد التبليغ فيما يايلي:

✅ لايصلح للمملكة المغربية إلا التكامل بين وازع القرآن ووازع السلطان لضمان قوتها ومناعتها وصلاحها على مستوى الدولة والمجتمع، وأي تباعد بينهما لا يفضي إلا إلى الدروشة والانحراف.

✅ تنامي القلق من الفساد السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي وغيره، يضيع على الوطن خيراته الطبيعية والبشرية، ويفوت عليه الفرص التنموية، ويسبب شروخا وضعفا وانحرافا في الدولة والمجتمع ولدى المواطن.

✅ رسالة من علماء الإسلام إلى مسؤولي الدولة للالتزام بوازع القرآن ونشر القيم والأخلاق، وأن التنمية ليست فقط برامج وتقنيات وإجراءات بل روح وجب ان تسري فيه الدين بمقاصده وقيمه.

✅ رسالة من السلطان/ مسؤولي الدولة إلى القرآن/ العلماء لينطلقوا في المجتمع والمؤسسات دعاة وناصحين ومربين وآمرين بالمعروف وناهين عن المنكر، ليشمل دورهم المسجد والدولة والمجتمع.

✅ ضرورة اجتماع اللسان (العلماء) واليد (السلطان) في تناغم وتكامل لإستمهاض الهمم، وإيقاف النزيف وتقويم السلوك لتحقيق نهضة حقيقة تليق بالمملكة. فالقرآن يحتاج للسلطان لتنزيل مقاصده وأحكامه وقيمه. والسلطان يحتاج للقرآن لتقويم وتجويد برامجه وتدابيره وسلوك مدبريه

✅ إن الوطن يحتاج لزاما إلى التنمية البشرية بأبعادها الروحية والسلوكية والعلمية والحقوقية بالموازاة مع التنمية المجالية والاقتصادية وتطور البنية التحتية والعمران. تنمية بشرية محورها وغايتها هو المواطن المستقيم والمنتج والوفي للوطن.

✅ إن التواصل بين العلماء والمسؤولين يؤكد أنه لا إصلاح ولا تنمية بدون القدوة الحسنة التي يجب أن يعطيها كبار الوطن من علماء وساسة ومسؤولين ومثقفين. وبغير ذلك لن يكون هناك أثر للتبليغ والخطابات والأماني.

✅ إن هذا الإعلان الضمني من خلال اليوم التواصلي، لإعادة الاعتبار لروح الدين إلى مؤسسات الدولة سيسعد كل المؤمنين الصادقين والمخلصين للوطن. ولا يمتعض منه إلا المفسدين والكارهين للثوابت وللقيم الوطنية والدينية، أولائك الذين اجرموا في حق الوطن بمحاربتهم لها وإبعادها عن السياسة والاقتصاد والإدارة وغيرها من القطاعات الحيوية.

ويؤكد هذا اليوم التواصلي اليقظة التي تعرفها المجالس والمؤسسات الدستورية (المجلس العلمي الأعلى، المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، وهيئة النزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربة الفساد، …) لإطلاق تنبيه قوي حول النزاهة والحكامة والإصلاح ،والدعوة إلى ثورة وطنية رسمية ومجتعية لا تقبل التأخير.

ثورة مدعومة بالمؤشرات والتقارير التي نشرت قبل وبعد هذا اليوم التواصلي، أخرها ما يتعلق بالرشوة. وهي تؤكد الحاجة الملحة لهذة الثورة التي وجب أن يقودها حزم وازع السلطان ويبث فيها الروح وازع القرآن.

نسأل الله الصدق قي القول والعمل وأن يسخر للوطن خير خلقه ويبعد شر خلقه. فالوطن يستحق الأفضل.

🔴 في الجزء الثاني من المقال سأتحدث عن الغياب عن اليوم التواصلي لمسؤولي قطاعات لها تأثير قوي وخطير، كالإعلام والشباب التعليم الذين يصنعون قيمة ومستوى الأجيال الصاعدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى