مارادونا «الملكي» يعاني عدم التنظيم…وفوز الجزيرة أسعدني…
سعادة كبيرة ارتسمت على وجه الأرجنتيني دييجو مارادونا المدير الفني لفريق الفجيرة، عقب فوز الجزيرة على أوكلاند سيتي النيوزيلندي بهدف مساء أمس الأول، في افتتاح كأس العالم «أبوظبي 2017»، ومصدرها أن الأسطورة «يرغب بالفعل في استمرار «فخر أبوظبي»، أطول فترة ممكنة، في الحدث الكبير، لتأكيد أن هناك طفرة شهدتها الكرة الإماراتية».
وفتح مارادونا قلبه لـ«الاتحاد»، في حوار خاص عن كأس العالم التي تستمر حتى 16 ديسمبر الجاري، مؤكداً أن البطولة لها العديد من المكاسب، وطالب في الوقت نفسه بضرورة تعديل النظام الحالي الذي وصفه بأنه يرسخ «التمييز» بين أندية القارات.
في البداية قال مارادونا: سعدت كثيراً لفوز الجزيرة في المباراة الأولى، وحرصت على مشاهدتها، عقب الانتهاء من تدريب الفجيرة، واستطعت اللحاق بها، واستمتعت بما جاء فيها من أحداث، وفوز الجزيرة من وجهة نظري يمنحه مزيداً من الحماس والرغبة الأكبر، في أن تظهر الكرة الإماراتية في هذا المحفل بمستوى رائع، وأنا في البطولة أشجع الجزيرة، وقلت لنفسي قبل المباراة إن لم يوفق الجزيرة أمام أوكلاند سيتي النيوزيلندي، فإنني سوف أشجع الإمارات.
وسألت مارادونا كيف تشجع الإمارات، في حال خروج الجزيرة، أجاب ضاحكاً: هذه البطولة تحمل اسم دولة الإمارات، وبالتالي علينا أن نقف جميعاً خلفها لكي تنجح، وهذا يحسب للرياضة الإماراتية، وثقتي كبيرة في أن الإمارات كما عودتنا، وأبوظبي كما عهدناها، تتألق في تنظيم الأحداث الرياضية، ولأنني موجود ضمن منظومة الاتحاد الدولي، فإنني أعرف جيداً أن «الفيفا» لديه ثقة كبيرة في القدرات التنظيمية الإماراتية، وطالما أن الجزيرة مستمر في «المونديال» سوف أشجعه حتى يقدم كل ما لديه من متعة كروية، ويحقق الاستفادة القصوى من مثل هذه البطولة.
وقال مارادونا: «الفرق المشاركة ليست بسيطة أو سهلة، بل هي الأقوى في كل القارات، وبالتالي فإن كل فريق صغير أو كبير جاء لإثبات كفاءته العالية، وقدرات بلاده وقارته التي يمثلها، وبالتالي فإن كل مباراة لها طابعها الخاص، وعلينا جميعاً أن نحقق أقصى استمتاع من خلال وجودنا في المدرجات، وتشجيع جميع الفرق المشاركة».
وأضاف: «أدعو الجميع إلى التواجد في الحدث العالمي الكبير الذي تحتضنه أبوظبي، وأن نرى كل الجماهير تتجه صوب الملاعب، من أجل الاستمتاع بالكرة العالمية، ممثلة في أفضل الأندية البطلة في القارات، والحضور الجماهيري من وجهة نظري مهم للغاية لنجاحها، ولكي يعطي مذاقاً آخر لكرة القدم، وتؤكد الإمارات للعالم أجمع أنها بلد شغوف باللعبة والرياضة بشكل عام، وهذا أمر واقع يتطلب أن يتم تسجيله رسمياً في المباريات».
وأضاف: «البطولة تحظى باهتمام كبير لدى العالم، ويكفي أن من يشارك فيها هو الفريق البطل، ونظراً لوجود مدارس كروية مختلفة، فإن هذا يمنحها المتعة من مباراة إلى أخرى، ولهذا أدعو كل الجماهير من كل الجاليات إلى التمتع بالكرة، من خلال التواجد والتشجيع في أرض الملعب، ومنح اللاعبين مزيداً من الجرعات المعنوية».
وعن ريال مدريد، قال «الأسطورة الأرجنتيني»: «مستواه متراجع في الفترة الحالية، وبه العديد من المشاكل الخاصة بالتنظيم في أرض الملعب على غير المعتاد، لكن يبقى الكبير كبيراً، ومثل هذه الفرق، وتحديداً «الميرنجي» تستطيع العودة سريعاً، كما أنها تنجح في ترجمة الفرص وخطف المباريات في دقائق معدودة، من خلال الخبرات المتنوعة بين صفوفها، وهذه ميزة مهمة في هذه الفرق».
وقال: «لم أستطع مشاهدة الفرق المشاركة، حتى أقول من ينافس الريال على اللقب، ونظام البطولة ربما لا يسمح لنا دائماً بمشاهدة الجميع، ومثلاً من الممكن أن يكون هناك فريق جيد، إلا أنه يخسر، وبالتالي نفتقده في البطولة». انتقلت مع مارادونا إلى نقطة مهمة بشأن البطولة، خاصة أن فرقاً تلعب مباراتين فقط، وتحصل على اللقب، خاصة بطل أوروبا، وقال: «هناك نوع من التمييز بالفعل في البطولة، وأدعو «الفيفا» إلى أن تكون هناك عدالة بين الأندية كافة، ولكن هذا النظام من العهد السابق، وسوف تتغير كل الأمور مستقبلاً، في ظل حالة التفاهم الحالية بالاتحاد الدولي، ورغبته في تحقيق العدالة، وهو ما لمسته في قيادة جياني إنفانتينو للمنظومة الكروية في العالم».
وأضاف: «من غير المنطقي أن يخوض فريق ما 4 مباريات مثلاً، لكي يصل إلى لما يريده وآخر يأتي لكي يلعب مباراة واحدة، ويجد نفسه بعدها في النهائي، وهذا التمييز يقتل الروح في الرياضة، وهذا ما يُمكن أن أطلق عليه «الخدعة الكروية الكبيرة»، وسوف أتحدث مع إنفانتينو لتعديل كل هذه الأوضاع، في ظل العلاقة المتينة مع رئيس الاتحاد الدولي الذي يحب الاستماع إلى آراء المتخصصين وأصحاب الخبرات المتنوعة في المجالات كافة، وهذا أمر جيد للغاية حالياً».
وقال مارادونا: «من غير المقبول أن نمهد الطريق أمام فريق أوروبي على سبيل المثال، لكي يلعب مباراتين، ثم يعود بكأس العالم، وهناك فرق أخرى لعبت وقتاً أطول وجرت وتدربت تحت الشمس كثيراً، سواء في دولها، أو حتى في الإمارات، وبذلت جهداً كبيراً بشكل عام، من أجل الوصول إلى هذه المرتبة العالمية بين الأندية الكبيرة».