نهائي المونديال.. «4-3-3» بكل أشكالها ولاعبيها
شاء القدر أن تكون المباراة النهائية بين مدربين يسيران على نهج تكتيكي واحد، ومع ذكر اسم زلاتكو داليتش، وديدييه ديشامب، فلا صوت يعلو فوق صوت الـ4-3-3 ومشتقاتها، صراعات وسط الملعب، واللعب في العمق وترك الأطراف إلا في الضروريات، اللعب بشكل طولي، الاعتماد على كل لاعب في الوسط، كلها أمور ستجدها اليوم بين اللاعبين، خاصة وأن هناك صراعًا وسطيًا سيكون بين مودريتش وراكيتتش من ناحية وكانتي، وبوجبا من ناحية أخرى.
ثنائية كانتي – بوغبا
في الماضي عندما وجد دانيلي دي روسي رفقة أندريا بيرلو بوسط ملعب المنتخب الإيطالي، وجدنا قوة غير عادية نتج عنها توازن واستقرار طبيعي ساعد في عملية الربط بين الدفاع والهجوم، لاعب يتقدم للأمام للهجوم والأخر يؤمن من خلفه، دي روسي يقطع الكرة من الخصم ويمرر لصناع اللعب، سلاسة وسهولة غير عادية بين الثنائي، لكن اليوم ستكون الأمور قريبة لذلك مع نغولو كانتي وبول بوغبا، لاعب تشيلسي يؤمن وبوعبا يتقدم، في معظم الأوقات سيتحولان إلى شيء أشبه بالسجن على مودريتش وتحركاته لإيقاف خطورته كونه المحرك الرئيسي للكروات لأن أي أسلوب غير ذلك سيعود على فرنسا بالسلب في حال تحرر مودريتش بوسط الملعب كما فعل خلال جميع المباريات التي شارك فيها.
مودريتش.. الشمعة المحترقة من أجل الآخرين
يقدم لاعب فريق ريال مدريد الإسباني لوكا مودريتش كل شيء في كرة القدم يخص مراكز الوسط، يعود للخلف، يميل للأطراف، تجده على حافة مربع العمليات للتسديد، لاعب رقم 10 للصناعة، قاطع للكرات في بعض الأحيان بل والقيام بكل مهام لاعب الارتكاز، لذلك فوجود مودريتش بمثابة الروح التي حال خروجها من الجسد سيموت الفريق بأكمله، ووفقا للموقع الإلكتروني الرسمي لـ«فيفا»، فإن مودريتش هو أكثر اللاعبين قطعًا للمسافات في مونديال روسيا، حيث ركض مسافة بلغت 63 كيلومترًا خلال المباريات الست التي خاضها في المسابقة حتى الآن، وهذا يثبت قوة اللاعب البدنية والفنية في الملعب، هناك شيء مهم لا يمكن لأحد نسيانه وهو ما يقوم به لاعب فريق برشلونة إيفان راكيتيتش ويشكل بنسبة كبيرة راحة تامة لمودريتش على الصعيد الدفاعي والهجومي من تحركات وما شابه.
خطة واحدة.. لكن هناك اختلاف
هناك العديد من الخطط التي من الممكن أن يستخرجها المدرب من نهجه، فمع المنتخب الفرنسي الذي ستكون خططته أشبه بـ(4-2-3-1) بتواجد «Double Pivot» أي ثنائية كانتي – بوغبا أمام رباعي الخط الخلفي، على أن يكون هناك ثلاثيًا في المقدمة خلف المهاجم، ماتويدي رقم 10، غريزمان ومبابي على الأطراف بالتبادل، وجيرو لاعب رقم 9 صريح وكل هذا يعتمد اعتماداً كليًا على المرتدات في حال استطاعت فرنسا تحجيم وتقييد وسط ملعب كرواتيا عبر مودريتش والكرات الثابتة.
في كرواتيا، مع داليتش، الاعتماد بشكل أكبر ليس على المرتدات، فالـ «4-3-3» تتحول إلى «4-2-3-1» حقًا لكنها على فترات قليلة، الشكل الأقرب يكون ثابتًا لـ«4-3-3» من خلال 3 خطوط في الملعب، رباعي خلفي، ثلاثي في الوسط، وثلاثي في الأمام أقرب إلى المثلث الذي توجد رأسه خارج مربع العمليات، الاستحواذ والسيطرة على مجريات الأمور باللعب القصير والاحتفاظ بالكرة حتى تجد نفسك في مكان يسمح لك بالتسجيل، الاعتماد على إيجاد بعض الأمتار قبل مربع العمليات لمودريتش وراكيتيش من أجل التسديد، كلها أمور يعتمد عليها الكروات.