)

يقف الجيل الشاب لفريق أياكس أمستردام الهولندي بقيادة دي ليخت، ودي يونج، والنجم المغربي زياش على أعتاب تحقيق إنجاز تاريخي يعود به أياكس عملاقاً كروياً بعد أن استسلم لربع قرن لدور «السوبر ماركت» أو ما يسمى بمفهوم كرة القدم «الأكاديمية»، التي تكتفي بتصدير النجوم إلى الأندية الأوروبية الكبيرة، ويحل أياكس ضيفاً، الليلة، على فريق توتنهام في ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال، في الطريق إلى بلوغ النهائي الذي يمثل «الحلم الكبير»، وفي حال نجح الفريق الهولندي في بلوغ النهائي القاري، فإنه سيكون على بعد 90 دقيقة من تحقيق معجزة كروية بالفوز باللقب على الرغم من صعوبة المهمة، ليكون اللقب الخامس له، فقد سبق لأياكس التربع على عرش القارة العجوز 4 مرات أعوام 1971، و1972، و1973 و1995.
كما يملك أياكس فرصة ذهبية قد لا تتكرر قريباً بالفوز بالثلاثية التاريخية، فهو يتصدر الدوري الهولندي برصيد 80 نقطة، وبفارق الأهداف عن منافسه آيندهوفن، كما بلغ نهائي كأس هولندا، ويخوض المباراة النهائية، الأحد المقبل، أمام فريق فيليم، فضلاً عن ظهوره في الدور قبل النهائي لدوري الأبطال، مما يجعله نظرياً يملك فرصة الفوز بثلاثية تاريخية، ولا ينافسه في هذا المجد الكروي المرتقب سوى البارسا الذي بلغ نهائي كأس الملك، وفاز بلقب «الليجا»، ويواجه ليفربول في قبل نهائي دوري الأبطال.
أياكس أمستردام قصة كروية أبهرت العالم في الموسم الحالي، حيث لا يتجاوز متوسط الأعمار في الفريق 23 عاماً، وهو الأصغر في البطولة القارية، ويكفي أن قائد الفريق دي ليخت يبلغ 19 عاماً، وحقق الفريق نتائج مبهرة، وقدم عروضاً مثيرة في دوري الأبطال، حيث نجح في إقصاء كبار القارة قبل وصوله للدور قبل النهائي.
في المقابل يشترك توتنهام الإنجليزي مع منافسه في مباراة الليلة في تكوين الثنائي الكروي المبهر، الذي بدا وكأنه حل ضيفاً على حفلة دوري أبطال أوروبا ليخطف الأضواء من أصحاب الحفل، وكبار القارة وأفضل أنديتها، فقد ودع ريال مدريد، واليوفي، والبايرن، ومان سيتي، وأتلتيكو مدريد، وباريس سان جيرمان، ليصل توتنهام وأياكس إلى قبل النهائي، في مفاجأة من العيار الثقيل، واللافت في الأمر أن بلوغهما هذه المرحلة لم يكن مجرد ضربة حظ، وخاصة فريق أياكس الذي أبدع طوال مشواره بالبطولة.
أياكس حل ثانياً في مجموعته برصيد 12 نقطة تاركاً الصدراة للبايرن بـ14 نقطة، واللافت أن الفريق الهولندي تعادل مع العملاق البافاري ذهاباً وإياباً، ثم أسقط الريال بخماسية مقابل 3 أهداف في مجموع ذهاب وإياب دور الـ16، قبل أن يزيح اليوفي ويقضي على حلم رونالدو في الفوز باللقب مع السيدة العجوز، ليفاجئ العالم بوجود أياكس في قبل النهائي وهو المرشح الأقوى لبلوغ المباراة النهائية.
وفي المقابل، تألق توتنهام بقيادة مدربه الشاب بوتشيتينيو، وتأهل لدور الـ16 على حساب إنتر ميلان العريق، وتعادل مع البارسا في مرحلة المجموعات، وتفوق في دور الـ16 على بروسيا دورتموند برباعية بيضاء، قبل أن يحقق أكبر مفاجآت البطولة بالتأهل على حساب مان سيتي بهدف اعتباري، فقد انتهت المواجهة ذهاباً وإياباً بمجموع أهداف 4-4، ويتطلع توتنهام إلى مواصلة الزحف وصولاً للنهائي ليحقق الإنجاز الأكبر في تاريخه الكروي.
وعلى الرغم من أن الأنظار تتعلق بموقعة الكامب نو بين البارسا وليفربول، غداً، في المرحلة ذاتها، باعتبارها النهائي المبكر للبطولة القارية، إلا أن توتنهام وأياكس لديهما فرصة ذهبية لخطف المزيد من الأضواء على حساب عمالقة وكبار القارة، خاصة أن مفاجأة بلوغهما الدور قبل النهائي لا زالت أقرب إلى الصدمة لجماهير الأندية الكبيرة، وخاصة ريال مدريد واليوفي والبايرن ومان سيتي وأتلتيكو مدريد، كما أن وجود أحدهما طرفاً في النهائي القاري سيكون حدثاً تاريخياً مهماً، يعيد للجميع الأمل في أن دوري الأبطال لم يعد حكراً على الكبار.
ومن المتوقع أن يخوض توتنهام مباراة الليلة بين جماهيره وبمعقله الجديد الذي لم يعرف فيه الهزيمة إلا في المباراة الأخيرة أمام ويستهام بتشكيلة تتكون من لوريس حارساً للمرمى، وأمامه رباعي دفاعي تريبيير، وألديرفيريلد، وفيرتونخين، ودافيز، وفي وسط الملعب إريسكن، وداير، وآلي، و روز، ويورنتي، ولوكاس مورا، وفي المقابل سوف يدفع أياكس بالحارس أونانا، وأمامه الرباعي فيلتمان، ودي ليخت، وبليند، و مزراوي، و شوني، ودي يونج، وزياش، وفان بيك، ونيريس، وتاديتش.