من الذاكرة: 200 ألف مشجع في لقاء واحد بمونديال 1950
إستأنفت بطولة كأس العالم لكرة القدم نشاطها في 1950 بعد توقف دام 12 عاماً بسبب الحرب العالمية الثانية، وسجلت هذه البطولة أكبر حضور جماهيري في مباراة واحدة في تاريخ كأس العالم بلغ 200 ألف مشجع في اللقاء الأخير بين البرازيل والأوروغواي على ملعب الماراكانا. وقرر الإتحاد الدولي لكرة القدم إعادة تنظيم بطولة كأس العالم وكان يجب آختيار بلد أمريكي جنوبي بعد إقامتها في أوروبا في 1934 و1938، فطلبت البرازيل إستضافتها على أرضها بشرط أن تقام عام 1950 بدلاً من 1949.
واجه الإتحاد الدولي لكرة القدم العديد من التحديات والصعوبات لإقناع الدول لإرسال منتخباتها للمشاركة ومنها منتخب إيطاليا حامل لقب 1938 الذي كان يعاني من صعوبات إقتصادية بسبب تداعيات الحرب وكذلك لفقدان أبرز اللاعبين الأساسيين الذين لقوا حتفهم في كارثة سوبرغا الجوية، وقتل جميع الركاب البالغ عددهم 31، ومن ضمنهم 18 لاعباً من نادي تورينو.
وتم إقناع إيطاليا بالمشاركة في النهاية واضطر الإتحاد الدولي لكرة القدم لتحمل مصاريف سفر المنتخب الإيطالي للبرازيل وإقامته ولم يتمكن منتخبا ألمانيا الغربية واليابان من المشاركة.
شارك 13 منتخباً في نهائيات كأس العالم 1950 وهي البرازيل والمكسيك وسويسرا ويوغسلافيا، وإنجلترا وتشيلي وإسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا وباراغواي والسويد وأوراغواي وبوليفيا.
تم توزيع المنتخبات على أربع مجموعات بواقع 4 في الأولى والثانية و3 منتخبات في الثالثة بعد إنسحاب الهند ومنتخبين إثنين فقط في الرابعة بعد إنسحاب فرنسا.
إقترحت البرازيل تغيير نظام البطولة والعودة لنظام المجموعات في الدور الأول بهدف تحقيق المنتخبات الأوروبية أرباحاً مادية أكبر وبالتالي تقبل المشاركة، على أن تقام المرحلة النهائية بنظام المجموعة أيضاً بإعتبار أن نظام خروج المغلوب يتيح إقامة 16 مباراة فقط في الدور الأول، في المقابل يضمن نظام المجموعات خوض كل منتخب 3 مباريات على الأقل في الدور الأول، ما يمكنه من تحقيق أرباح أكبر من بيع التذاكر، ورغم أن الفيفا رفض الفكرة في البداية إلا أنه رضخ لمطالب البرازيل بعد أن هددت بالتراجع عن إستضافة البطولة.
المرحلة النهائية
آقتضى نظام البطولة أن يلتقي متصدر كل مجموعة من المجموعات الأربع في مجموعة نهائية لتحديد البطل (وهذا النظام لم يحدث إلا في هذه البطولة)، ولذلك فلم تكن هناك في الواقع مباراة نهائية، ولا مباراة مركز ثالث مثلما يحدث الآن.
تأهلت 4 منتخبات إلى المرحلة النهائية وهي البرازيل وأوراغواي وإسبانيا والسويد، وتصدرت أوراغواي المجموعة بـ5 نقاط ثم البرازيل ثانياً بـ4 نقاط وحلت السويد ثالثاً بنقطتين وإسبانيا رابعاً بنقطة واحدة.
شهدت المباراة الأخيرة في البطولة بين البرازيل والأوروغواي على ملعب ماراكانا حضوراً جماهيرياً غفيراً بلغ 200 ألف مشجع، كان وما زال رقماً قياسياً كأكثر النهائيات حضوراً.
كان يكفي البرازيل التعادل للفوز باللقب، لكن الأوروغواي حققت المطلوب بفوزها 1-2 بسبب خطأ من الحارس البرازيلي، مواسير باربوزا، الذي كلف منتخب بلاده خسارة المباراة واللقب، لتبقى هذه المباراة عقدة بالنسبة له طيلة حياته بسبب الانتقادات التي تعرض لها.