جافي يحمل على عاتقه طموحات المنتخب الإسباني في مونديال 2022
قبل أكثر من عام، فاجأ المدرب لويس إنريكي المدير الفني للمنتخب الإسباني الكثيرين بإستدعاء اللاعب الناشئ جافي إلى قائمة الفريق إستعدادا للأدوار النهائية في النسخة الثانية من بطولة دوري أمم أوروبا.
وتعرض إنريكي لموجة من الإنتقادات خاصة من بعض الإعلاميين الذين يرون أنه يفضل لاعبي برشلونة على نظرائهم في ريال مدريد خلال إختياراته لقائمة المنتخب الإسباني حتى وإن كان بعض هؤلاء اللاعبين لا يستحقون الإنضمام لصفوف الفريق.
ورأى بعض المتابعين لدى إستدعاء جافي إلى صفوف المنتخب الإسباني في 30 شتنبر 2021 ، أنه لا يستحق حتى آستقلال الطائرة مع الفريق إلى إيطاليا خاصة وأن رصيده يقتصر على عدد قليل من المباريات مع برشلونة الفريق السابق لإنريكي.
ولكن لاعب برشلونة الموهوب سرعان ما قلب الطاولة على منتقديه وحفظ ماء وجه إنريكي وأصبح أحد أبرز نجوم المنتخب الإسباني إن لم يكن أبرزهم.
وأصبح بابلو مارتن باييز /جافي/ مع زميليه في برشلونة أنسو فاتي وبيدري من أبرز اللاعبين الذين يثيرون قلق وإزعاج منافسي برشلونة والمنتخب الإسباني.
ويمكن القول أن الثلاثي قد يعيد في مونديال 2022 إلى الأذهان ذكريات ما قدمه الجيل الذهبي السابق للمنتخب الإسباني بقيادة أندريس إنييستا وتشافي هيرنانديز وديفيد فيا.
ولا يزال جافي في الثامنة عشرة من عمره لكنه يحمل على عاتقه طموحات المنتخب الإسباني في مونديال 2022 لأن ما سيقدمه اللاعب سيلعب دورا بارزا فيما يقدمه الفريق بهذه النسخة من المونديال.
وفي 6 أكتوبر 2021 ، خاض جافي أول مباراة له بقميص المنتخب الإسباني الأول وذلك على ملعب المنتخب الإيطالي في المربع الذهبي لدوري أمم أوروبا، وفاز المنتخب الإسباني بالمباراة، وأصبح جافي وقتها أصغر لاعب يشارك مع المنتخب الإسباني في مباراة دولية؛ حيث كان عمره 17 عاما و62 يوما فقط ليتفوق بهذا على آنخل زوبييتا صاحب الرقم القياسي السابق منذ 1936 .
وشارك جافي في المباراة النهائية أيضا للبطولة نفسها ولكن المنتخب الإسباني خسر أمام نظيره الفرنسي 1-2 .
وبعد شهور قليلة، حالف الحظ جافي ليرد بقوة على منتقديه من خلال النسخة الثالثة للبطولة نفسها حيث إستدعاه إنريكي لقائمة الفريق لمواجهة منتخبات البرتغال والتشيك وسويسرا في المجموعة الثانية بالدور الأول للبطولة.
وفي أول مباراة للفريق بهذه النسخة من البطولة، كان جافي هو النجم الأول للفريق حيث تألق في مواجهة البرتغال وإعتبره الإعلام الإسباني المكسب الوحيد للمنتخب الإسباني في هذه المباراة التي إنتهت بالتعادل 1-1.
وفي المباراة التالية، التي إنتهت بالتعادل 2-2 مع التشيك ، واصل اللاعب الناشئ تألقه وصعوده وسجل هدف فريقه الأول في المباراة ليصبح أصغر لاعب يسجل هدفا في تاريخ المنتخب الإسباني حيث كان عمره 17 عاما و304 أيام بفارق أسبوع عن زميله في برشلونة أنسو فاتي الذي أصبح في 2020 أصغر لاعب يسجل هدفا للمنتخب الإسباني.
ولم يتوقف جافي عند هذا الحد، بل خطف اللاعب الصغير سنا، الكبير بموهبته، الأضواء خلال مباراة الفريق أمام المنتخب السويسري والتي إنتهت بفوز إسبانيا 1-0.
وكان جافي حقق أكثر من رقم مميز مع برشلونة، وفي مقدمتها أنه أصبح رابع أصغر لاعب يشارك في مباريات الفريق وذلك خلال مباراته أمام خيتافي في 29 غشت 2021 كما أصبح ثالث أصغر لاعب في تاريخ برشلونة يسجل هدفا للفريق في مباراة رسمية وذلك خلال مباراة الفريق أمام إلتشي في 18 دجنبر الماضي علما بأنه صنع أيضا هدفا في المباراة ليفوز برشلونة 3-2 .
وبعدما رد جافي على الإنتقادات التي وجهت إليه وإلى إنريكي، أصبح إبن الثامنة عشرة مصدر الأمل للمنتخب الإسباني في مونديال 2022؛ لأن مجرد ظهور اللاعب بمستواه المعهود سيمنح المنتخب الإسباني قدرات فائقة.
ووضع هذا التألق مع المنتخب الإسباني جافي في بؤرة إهتمام الأندية الأوروبية الكبيرة التي كانت تتطلع لخطف اللاعب، لاسيما وأن عقده مع برشلونة كان يتضمن شرطا جزائيا تقتصر قيمته على 50 مليون يورو وهو مبلغ لا يتناسب على الإطلاق مع إمكانيات اللاعب ومهارته التي أعادت للأذهان ذكريات الثنائي المتميز تشافي هيرنانديز وأندريس إنييستا.
ولهذا، عمد برشلونة إلى توقيع عقد جديد مع اللاعب في شتنبر الماضي وأدرج فيه شرطا جزائيا تبلغ قيمته مليار يورو لتحصين اللاعب ضد إغراءات الأندية الأخرى.