أنا داني ألفيش…
قبل كل مباراة أخوضها أحرص على التحديق في المرآة لمدة 5 دقائق، صحيح أنها 5 دقائق فقط، ولكنها تلخص رحلة عمري في الملعب وخارجه، وحينما تبدأ ذاكرتي في عرض هذا الفيلم الذي يجسد قصة حياتي أقول لنفسي أنت هنا الآن، لقد أتيت من المجهول، من لا شيء، لكنني هنا الآن.
رائحة منزلنا الصغير لا تغادرني، رائحة الأرض الطينية، لا أنسى سريرنا الخرساني، كنت أستيقظ قبل الشمس، وأذهب إلى الحقل لمساعدة أبي قبل أن أشد الرحال إلى المدرسة، صورة أبي وهو يحمل فوق ظهره خزاناً صغيراً به مواد كيميائية، يستخدمه لمكافحة حشرات شجر الفاكهة في حقلنا.
كان هناك سباق ملتهب يجمعني مع شقيقي لتقديم أفضل مساعدة ممكنة لأبي، ليس فقط لأنه أبي، بل من أجل أن يحظى الفائز منا بفرصة الذهاب للمدرسة بالدراجة الوحيدة التي كنا نملكها، وبالطبع يذهب الخاسر للمدرسة سيراً على الأقدام عدة كيلومترات.
أتذكر أن أبي كان شغوفاً بكرة القدم، لقد أحضر لنا تلفازاً صغيراً لمشاهدة المباريات، وأصر على أن يذهب بي لأقرب مدينة من أجل بدء رحلتي مع كرة القدم، وقبل أن أتجاوز 18 عاماً، أتى كشاف وقال لي هل تلعب لإشبيلية؟ قلت نعم، فقال: وهل تعلم أين هذا النادي؟ فكذبت وقلت نعم، في إشبيلية تعلمت كل شيء، وحينما أتى عرض البارسا، لم يكن هناك ما يدفعني للكذب هذه المرة، فالعالم أجمع يعرف البارصا.
سأقول لكم سراً، لقد رحلت عن البارصا ولكن لا زال عشقه يسري في دمي، قلت لهم سوف تندمون على رحيلي، لكنني لا زلت أحبهم، لقد قفزت فرحاً بالريمونتادا التاريخية أمام «بي إس جي»، حينها أدركت أنني لا زلت أعشق هذا الكيان، هل تصدقونني؟ قبل كل مباراة أنظر في المرآة وأتذكر كل هذه التفاصيل منذ أن كنت طفلاً وحتى الآن، وفي كل مرة أقول لنفسي: «لقد أتيت من المجهول، لكنني هنا الآن».