«كتيبة نجوم» في قائمة ضحايا «سباق الكرة الذهبية»!
ماذا كان يحدث لو لم يكن النجمان الكبيران الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو موجودين خلال السنوات العشر الأخيرة على الساحة الكروية، وهي الفترة التي تقاسم فيها هذان النجمان الكبيران الفوز بالكرة الذهبية لمجلة فرانس فوتبول، والتي تمنح كل عام لأفضل لاعب في الدوريات الأوروبية، والذي يعتبر فعلياً وليس مجازاً أفضل لاعب في العالم؟
هذا السؤال الافتراضي طرحته مجلة «فرانس فوتبول» عبر موقعها الإلكتروني، حيث افترضت غياب «البرغوث» و«الدون» وعدم وجودهما، وبناءً عليه فإن النجم الثالث على منصة التتويج هو الذي كان سيفوز بالجائزة.. فمن هم هؤلاء النجوم الذين اقتربوا كثيراً من الحلم خلال «العقد الأخير».. حلم الفوز بالكرة الذهبية وحرمهم ميسي ورونالدو في الصورة دائماً؟
القصة تبدأ من عام 2008، وهو العام الأول في الصراع الشرس بين رونالدو وميسي على هذه الجائزة الشهيرة، وهو العام الذي نجح فيه البرتغالي في خطفها من الأرجنتيني، أما صاحب المركز الثالث الذي ُظلم وقتها وكان يستحق هذه الجائزة أيضاً، فهو النجم الإسباني فرناندو توريس نجم ليفربول الإنجليزي الذي قدم موسماً رائعاً مع «الريدز» وسجل 36 هدفاً في مختلف المسابقات مع هذا الفريق، كما حصل مع منتخب بلاده على لقب «يورو 2008» وهو آخر أفضل موسم يلعبه هذا النجم ابن أتليتكو مدريد والملقب بـ «النينو».
والغريب أنه رغم سيطرة الكرة الإسبانية على معظم سنوات «العقد الأخير» فإن نجوم إسبانيا الكبار لم ينجح أي منهم في الحصول على الكرة الذهبية في ظل وجود «الأسطورتين» ميسي ورونالدو.
ففي عام 2009 ورغم الموسم الرائع الذي حققه النجم تشابي هيرنانديز مع برشلونة ومنتخب بلاده، فإنه لم ينجح في خطف الكرة الذهبية التي انتزعها ميسي من رونالدو وحل تشابي ثالثاً.
أما عام 2010 فكان يستحق أن يطلق عليه بجد عام أندريه أنييستا الفنان والرسام والساحر الإسباني نجم برشلونة ومنتخب الروخا الإسباني، والذي أسهم بدور كبير في فوز منتخب بلاده بأول بطولة كأس عالم في تاريخه على حساب منتخب هولندا، وسجل أنييستا هدف الفوز القاتل في المباراة النهائية.
وكان هذا العام تحديداً هو عام غياب رونالدو الوحيد عن منصة التتويج وتراجعه للمركز السادس، ورغم ذلك لم ينجح أنييستا في تخطي ميسي، وإذا ما افترضنا غياب رونالدو وميسي، والعزاء الوحيد له أنه حل ثانياً وليس بعد زميله في برشلونة ليونيل ميسي.
وفي عام 2011، تفوق تشابي نجم برشلونة والمنتخب الإسباني على نفسه، وحصل مع ناديه على بطولة دوري الأبطال الأوروبي بعد الفوز على مانشستر يونايتد 3 /1، وكان موسماً خيالياً، ولكنه لم يشفع له الحصول على الجائزة في ظل وجود ميسي ورونالدو أيضاً.
ولم يختلف الحال كثيراً في عام 2012 عندما عاد أنييستا إلى التألق والإبداع في كأس الأمم الأوروبية «يورو 2012» مع منتخب بلاده، فضلاً عن تألقه المعتاد مع النادي الكتالوني، وكالعادة حرمه ميسي من المركز الأول، وحرمه رونالدو من المركز الثاني.
أما عام 2013 فاستحق أن يطلق عليه الجناح الدولي الفرنسي فرانك ريبيري، الذي كان في أفضل حالاته مع بايرن ميونيخ، لدرجة تصور معها أن الجائزة ذاهبة إليه لا محالة، ولكن لأن أرقام رونالدو كانت أفضل فقد خطفها منه، وحل ميسي ثانياً كعادة الكبيرين في التناوب على الحصول عليها، وجاء ريبيري في المركز الثالث واتهم المجلة بالانحياز للنجمين الكبيرين لاعتبارات إعلانية وتسويقية، بل وقاطعها لفترة من الوقت.
وعام 2014 يمكن أن نطلق عليه عام حراسة المرمى، فقد تألق مانويل نوير حارس مرمي بايرن ميونيخ والمنتخب الألماني بصورة لافتة في مونديال البرازيل ومع ناديه، وكان الجميع يتوقعون حصوله على الجائزة، ليكون ثاني حارس مرمي يحصل عليها بعد أن حصل عليها ليف ياشين حارس مرمى الاتحاد السوفييتي عام 1963، ولكن خاب ظن الجميع وانتزعها كريستيانو رونالدو، وحل ميسي ثانياً، وجاء نوير ثالثاً.
ثم جاء البرازيلي «الداهية» نيمار في 2015، وتصور الكثيرون أنه النجم الوحيد الذي يمكنه أن ينتزع هذه الجائزة من الكبيرين، وكان قد حل خامساً في 2013 وسابعاً في 2014، ولكنه استطاع في 2015 أن يرتقي منصة التتويج كثالث في الترتيب بعد ميسي ورونالدو.
ومشكلة نيمار الوحيدة أنه كان في نفس الفريق الذي يلعب له ميسي، فإذا تساويا في الألقاب الجماعية، سواء مع فريقهما، أو مع منتخب كل منهما، فإن ميسي يتفوق دائماً في الأرقام القياسية الفردية بالتناوب مع رونالدو، فاستمر الحال على ماهو عليه.
وفي عام 2016، تلقى فرنسي آخر الصدمة، فبعد أن كان جميع الخبراء يشهدون بأن أنطوان جريزمان لاعب أتليتكو مدريد قدم موسماً استثنائياً، واختير كأفضل لاعب في «يورو2016» الذي وصل فيه منتخب فرنسا إلى مباراته النهائية، فإن سوء حظه أن المنتخب الذي أخرجه هو منتخب البرتغال الذي يلعب له كريستيانو رونالدو الذي كان في أفضل حالاته مع ناديه ريال مدريد، حيث احتفظ ببطولة دوري الأبطال الأوروبي «الشامبيونزليج» بخلاف أرقامه القياسية الشخصية، فاستحق الجائزة. والمصيبة أن جريزمان لم يحل ثانياً، وإنما جاء بعد ميسي في المركز الثالث.
أما هذا العام 2017 الذي احتفظ فيه نادي ريال مدريد ببطولة الشامبيونزليج، فضلاً عن حصوله على الليجا الإسباني، فإن المرشحين للجائزة كان بينهم نجوم آخرون من الريال مثل سيرجيو راموس ولوكا مودريتش، ومن يوفينتوس جيانلويجي بوفون، وفي مواجهتهم من برشلونة كل من ميسي ونيمار، ولكن النجم البرتغالي رونالدو حسمها لصالحه مؤخراً، ولم يكن نيمار يستحق حتى المركز الثالث الذي حصل عليه، بل كان يستحقه أحد نجوم الريال سالفي الذكر أو الحارس الإيطالي العظيم بوفون، وجاء ميسي ثانياً.ولعل إحساس «نيمار» بأنه لا سبيل لنيل هذه الجائزة في وجوده إلى جوار ميسي كـ«ظل» له، هو ما دفعه – ضمن أسباب أخرى- إلى الرحيل عن البارسا في الصيف الماضي إلى باريس سان جيرمان.