كأس العالم

المنتخب الإسباني من أبرز الفرق المرشحة للمنافسة على اللقب

بعد الهيمنة التي فرضتها كرة القدم الإسبانية على الساحتين الأوروبية والعالمية في الفترة من 2008 إلى 2012 ، تراجع المنتخب الإسباني بشكل واضح في السنوات التالية وأثار دهشة كثيرين من سرعة هذا التراجع.

وعلى غرار ما قدم المنتخب الهولندي من أسلوب الكرة الشاملة في السبعينيات من القرن الماضي، قدم المنتخب الإسباني للعالم أسلوبا آخر سيطر به على الساحتين الأوروبية والعالمية لسنوات طويلة وهو ما عرف بأسلوب يعتمد بالأساس على الإستحواذ الكثيف على الكرة ودقة التمريرات والهيمنة على مجريات اللعب من خلال تناقل الكرات سريعا وبشكل متقن يعجز معه المنافس على مسايرة الفريق في اللعب.

وأبهر المنتخب الإسباني وكذلك فريق برشلونة العالم بهذا الأسلوب الذي منح الفريقين العديد من الألقاب والبطولات.

وتوج المنتخب الإسباني بلقبي كأس أمم أوروبا (يورو 2008 و2012) وكأس العالم 2010 كترجمة لهذه الهيمنة على الساحتين الأوروبية والعالمية لكن لجوء بعض المنتخبات الأخرى إلى الإستعانة بنفس الأسلوب سحب البساط من تحت قدمي المنتخب الإسباني.

وعلى سبيل المثال، إعتمد المنتخب الألماني على أسلوب مشابه إلى جانب تميزه باللياقة البدنية العالية ليحرز لقب كأس العالم 2014 بالبرازيل.

وبعد فترة التراجع الغريبة للمنتخب الإسباني رغم إستمرار العديد من المواهب في صفوفه، أدرك مسؤولو الإتحاد الإسباني ضرورة البدء في خطة لبناء فريق جديد، وأسندوا هذه المهمة في 2018 إلى لويس إنريكي المدير الفني الأسبق لبرشلونة.

وبدأ إنريكي في إعادة الوجه الساطع للمنتخب الإسباني وبلغ معه المربع الذهبي في بطولة يورو 2020 التي أقيمت منتصف العام الماضي كما بلغ معه نهائي النسخة الماضية من بطولة دوري أمم أوروبا.

وأصبح الهدف التالي للفريق هو المنافسة بقوة على لقب المونديال من خلال النسخة المرتقبة خلال الأسابيع المقبلة، والتي ستشهد المشاركة الـ16 لإسبانيا في المونديال علما بأن رصيد الفريق لا يزال قاصرا على لقب وحيد في 2010 بجنوب إفريقيا.

وعمد إنريكي خلال السنوات القليلة الماضية إلى تطعيم صفوف الفريق بعدد من المواهب الشابة في مختلف المراكز لتكون مرشحة لحمل الراية لسنوات طويلة مثلما كان الحال بالنسبة لتشافي هيرنانديز وأندريس إنييستا اللذين قادا الفريق للتألق بين 2008 و2012 .

ومن أبرز المواهب الشابة التي دعم بها إنريكي صفوف الفريق كان المهاجم أنسو فاتي واللاعب بيدري نجم خط وسط برشلونة وزميل جافي الذي يعتبر المستقبل الحقيقي لكل من برشلونة والمنتخب الإسباني وهناك أيضا المدافع إيريك جارسيا وزميله في الدفاع باو توريس ولاعب الوسط كارلوس سولير.

وحتى في حراسة المرمى، حرص إنريكي على تدعيم هذا المركز بحارس شاب هو أوناي سيمون /25 عاما/ الذي حرس مرمى الفريق في 27 مباراة خلال العامين الأخيرين.

وإلى جانب هذه المجموعة الشابة، حرص إنريكي على الإستفادة من بعض عناصر الخبرة المميزة التي لا تزال قادرة عل العطاء مثل المهاجم ألفارو موراتا ولاعب الوسط كوكي وسيرخيو بوسكيتس قائد الفريق وجوردي ألبا.

ومع وجود كل هذه العناصر، يبدو المنتخب الإسباني فريقا شبه متكامل ويستطيع المنافسة على اللقب في أقوى البطولات.

ويبدأ المنتخب الإسباني التحدي مبكرا في المونديال حيث أوقعته القرعة في مجموعة واحدة مع نظيره الألماني لتكون المواجهة بين الفريقي في الجولة الثانية من دور المجموعات بمثابة إختبار قوة لكليهما.

كما يلتقي المنتخب الإسباني في نفس المجموعة المنتخبين الكوستاريكي والياباني.

ويبدو المنتخب الإسباني هو المرشح الأقوى لصدارة هذه المجموعة بل إنه بمجموعة المواهب التي تضمها صفوفه يعتبر من أبرز الفرق المرشحة للمنافسة على اللقب حيث يعيد هذا الفريق إلى الأذهان أداء وطموح الجيل الذي فاز بلقب مونديال 2010 .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى