أخبار ...وأسرار

المطبخ المغربي يتألق بأونفرست ببلجيكا … حكاية نكهات مغربية أصيلة

ان القلب يبتهج وهو يتابع عن كثب ما يحققه الطبخ المغربي الأصيل في شخص الاستاذ نور الدين بكور وعائلته المحترمة في شخص زوجته الاستاذة نزيهة شمالي ، فيكفي ذكر otagine  المطعم المتألق بأونفرست بلجيكا ، ويكفي ذكر وجبة الإفطار التي ينظمها لزبناء المطعم المتألق حتى تجد صداها ليس في بلجيكا فحسب لكن في أوربا ،

“المطبخ المغربي .. حكاية نكهات بين التثمين والتغريب”، تحت هذا العنوان أكد لنا الاستاذ بكور نور الدين  حول تاريخ المطبخ المغربي، الذي يعتبر من أشهر المطابخ عبر العالم وأعرقها، وتمتد جذوره لآلاف السنين.

وطرحنا سؤالا حول هوية المطبخ المغربي، في ظل الثورة التي باتت تعرفها القنوات الافتراضية والتلفزية المتخصصة في الطبخ، وما تقدمه من وصفات وأطباق تستمد مقوماتها من أنظمة غذائية أجنبية عن العادات الغذائية للمغاربة.

وحسب نفس المصدر، “فتحولات السياق المجتمعي المغربي، وإكراهات المعيش اليومي، والانفتاح بفعل الثورة التكنولوجية على ثقافات العالم، كان له دوره في التغير الذي حدث على النظام الغذائي المغربي، والاتجاه إلى النهل من مدارس مطبخية أخرى، مع ما يحف ذلك من محاذير تمس الهوية الوطنية التي يعد المطبخ من أهم عناوينها”.

وقال الاستاذ الباحث في تاريخ الطبخ المغربي نور الدين بكور ، في تصريح للنخبة.أنفو : “المغاربة، اليوم، مطالبون بنفض الغبار عن الموروث المطبخي المغربي، فما يتداول الآن لا يمثل إلا النزر القليل من هذا الموروث، وهناك العديد من المراجع التاريخية التي احتفظت لنا بهذا الموروث، ومن أهمها “أنواع الصيدلة في أنواع الأطعمة” لكاتب مجهول من العصر الموحدي، وكتاب “فضالة الخوان” لابن رزين التيجبي وهو كتاب عن الطبخ من العصر المريني”.

وأوضح الاستاذ نور الدين بكور  أن المطبخ المغربي يتميز بكونه مطبخا منفتحا على مختلف الحضارات، ويعكس بجلاء تلاقحها على أرض المغرب، فهو يجمع بين الأصول البابلية (أي قبل 3 آلاف سنة)، والروافد الإغريقية والرومانية والفنينقية، مرورا بأرض العراق مرة أخرى زمن الخلافة الإسلامية .

وأكد الاستاذ الباحث في تاريخ الطبخ المغربي أنه “في الوقت الذي فقدت فيه الشعوب الأخرى الكثير من تاريخها المطبخي، استطاع المغاربة أن يحافظوا على موروثهم في عملية تراكمية ممتدة عبر الزمن، ما يجعل منه ثروة لا مادية يجب المحافظة عليها وتنقيحها وإحياؤها من جديد، عبر التنقيب في التراث المغربي العريق”، مشددا على أن “المطبخ المغربي علامة هوياتية للمملكة يمكن استثمارها في التعريف بالحضارة المغربية الأصيلة والترويج لها، خصوصا أن الشعوب حينما تعرف عن نفسها تتحدث عن اللباس والمعمار والطبخ”.

“عراقة وأصالة وتميز”، هكذا وصف بكور نور الدين، الرئيس المدير العام ل OTAGINE بأونفرست ” ، وقال: “الطبخ المغربي الأصيل هو فن مصنف، ويحتل المراتب الأولى على المستوى الدولي، أضف إلى ذلك أنه ينتمي إلى فئة قليلة من الفنون التاريخية، والتي لها جذور ترابية وفلاحية وأصول إثنية مختلفة، من الإغريق والرومان والأمازيغ والعرب وغيرهم من التيارات الثقافية”.

وأضاف: “الحديث عن منافسة يواجهها هذا الفن المغربي العريق أمر طبيعي و مستحب”، مشددا على “أهمية انخراط مجموع المتدخلين في المجال المطبخي للنهوض بفنون الطبخ المحلية”.

وإلى جانب خصائصه الهوياتية والحضارية، يمتاز المطبخ المغربي بأطباقه العريقة بقيمته الغذائية الكبيرة، وهو ما يشدد عليه الأخصائي في التغذية نبيل العياشي، الذي أبرز أن النظام الغذائي المغربي يتفوق بتواجد مجموعة من الأغذية التي لا نجدها في أي بلد آخر، وتنفرد بمكوناتها التي تجمع بين عناصر غذائية متكاملة.

ونوه بكور نور الدين ، أنه بفضل التنوع الجغرافي والثقافي للمملكة، فإن النظام الغذائي المغربي زاخر بأطباق تتلاءم والخصائص المجالية لكل منطقة، وهو ما يكسبه تنوعا قلما تعثر عليه في أنظمة أخرى، وقيمة غذائية جد مهمة، سواء من حيث المكونات الغذائية أو من حيث نمط الطهي، إذ أن الأطباق المغربية تجمع العناصر الغذائية الضرورية للجسم.

فمثلا الخبز الكامل أو خبز الشعير المعجون باستعمال الـ”خميرة البلدية” أو الحساء التقليدي “الحريرة” أو “الكسكس” أو “الطاجين” أو “البيصارة”، كلها أطباق جمع فيها المغاربة المجموعات الغذائية الضرورية لبناء الجسم ومده بالطاقة وحمايته من الأمراض، لكن للأسف أصبحنا نلاحظ أن الاهتمام بها صار ضعيفا، بسبب الإقبال على الأنظمة الغذائية الغربية والتسويق لها بقوة، وابتعدنا عن مجموعة من العادات المفيدة للجسم والتي تقيه من مجموعة من الأمراض كأمراض القلب والشرايين وارتفاع نسبة الدهون والجهاز الهضمي والأمراض السرطانية …

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى